+تأمل في ألم العذراء أم الاله البتول وقت صلبه +

" يجتاز في نفسك سيف "

لم أكن يوماً أتوقع أن تلك النبوه

سوف تتحقق بتلك القسوة

 لم أتخيل لحظه أني سأذوق كل ذاك المر

الذي رأيته في صلبوتك يا إبني وسيدي الحبيب

فقد إجتاز السيف أعماق أعماقي

واخترق قلبي قبل احشائي

فقد شربت كأس المر

كلما نظرت اليك يا ولدي الحبيب

فأنت الاله البار الحنون

أراك تتألم دون ذنب

وتتحمل الاهانات والبصق واللعنات

فما اصعب هذه القسوة  ؟

التي تملكت قلوب هؤلاء البشر

التي جبلتهم يداك

أنهم من صنعك أنت يا الهي وأبني

ولكنهم أصبحوا قسوة القلب

فكل جلده علي ظهرك

كانت تمزق قلبي

كلما رأيتك تتألم أمامي

تئن عليك احشائي

كل صرخه كانت تدوي في اذاني

صوت السياط مزق كياني

وأنا اقف امامك عاجزه

ولم استطيع ايقاف نزيف دمك الغالي

تسمرت يداك فلم استطيع ان اداوي جرحك

ورغم ذلك أراك تنظر لي بحنان

نظراتك تطمئن قلبي

وكأنك تذكرني بأن هذا يجب ان يحدث

ولكن لم أكن أتوقع كل هذا العذاب

فعندما ضفروا اكليلاً من الشوك

ليغرسوه علي جبينك

أحسست بأنه إنغرس بقلبي أنا

فاااااااااااااه يا ولدي الحبيب

كم كنت أتالم لألمك

ورغم ذلك صمتُ

كأنت أحشائي تئن وتصرخ

كفي فهذا أبني انه الاله

كفي فهو برئ لم يصنع جرماً

بل أنتم المجرمون

أتركوه انه من جبلكم لهذه الحياة

أتركوه فأنتم صنعه يداه

ماذا فعل لكي يصلب ؟

لقد جاء لاجلكم

ولكنكم قسيتم قلبكم عليه

جاء ليحرركم من العبودية

ولكنكم لم تشاءوا هذا

أتركوه فهو ابني جزء مني

أشعر بألمه يخترق قلبي ويمزقني

اااااه يا ولدي الحبيب

كم تألمت وتحملت من اجلنا كل هذا العناء

وااااااااه يا ولدي الحبيب

كم هو مؤلم عندما سمرواك

فكل مسمار انغرس في يداك ورجليك

انما نفذ فى احشائي

بل كل طرقه علي المسامير

كأنها كانت جبلا سقط على راسى

وعندما رفعت علي الصليب

أحسست وكأن روحي تنسحب من جسدي

وحينما أعلنت أن الفداء قد كمل

وجاء الجندي لكي يتأكد من موتك

كنت أتوسل إليه بدموعي الا يفعل

ما يريده ويطعنك أمامي

ولكنه لم يترأف بحالي

وطعنك وكأنه طعني معك

ماذا اقول او افعل يا ولدي الحبيب ؟

لقد كان هذا هدفك وسبب مجيئك الي العالم

ولكني أم لم أستطيع تحمل هذا الالم

الذي عشت فيه من أجل الانسان

وليته حقا يستحق كل هذا الحب العجيب

فأنت إله الكون القدير

نزلت من أعلي سماءك

لكي تفدي الانسان

فما أعظم حبك

ايها الفادي الحنان